عندما نسمع عن التوقيت الصيفي، قد يتبادر إلى أذهاننا تلقائيا ضوء الشمس الممتد والمساءات الدافئة الطويلة، حيث تتسلل أشعة النهار إلى ما بعد العشاء، وتبدو الحياة أكثر إشراقا وخفة، قد يبدو الأمر بسيطاً، مجرد تغيير ساعة واحدة فقط، لكنه في الواقع يؤثر بعمق على إيقاع حياتنا اليومية وصحتنا النفسية والجسدية، فبينما نتطلع إلى الاستفادة من ضوء النهار الأطول والموجة الحارة التي قد تهاجمنا، علينا أن نتساءل: هل نحن نربح شيئا فعلا من هذا التغيير؟ أم أننا ندفع ثمنا صحيا لا نلاحظه إلا متأخرا؟، ونستعرض الآثار الحقيقية للتوقيت الصيفي، وخطوات عملية للتكيف معه وتجنب مضاعفاته مثل القلق والشعور بالكسل والاكتئاب الموسمي الذي يظهر في فصل الصيف، وذلك وفقا لما نشره موقع " sleepopolis".

فصل الصيف
التوقيت الصيفي ولماذا نطبقه؟
التوقيت الصيفي هو نظام نعتمده مرتين في العام لتعديل الساعة، حيث "نقفز إلى الأمام" ساعة في الربيع ونعود ساعة إلى الوراء في الخريف، الهدف الرئيسي منه هو الاستفادة القصوى من ضوء الشمس الطبيعي في المساء، مما يقلل من استهلاك الطاقة، ولكن في الواقع، هذا التغيير البسيط له تأثيرات كبيرة على الجسم والعقل، إذ يخل بالتوازن الطبيعي بين الضوء والظلام الذي يرتبط مباشرة بنظام النوم لدينا.

الشعور بالكسل
أثار التوقيت الصيفي مفيد فعلاً
رغم الفكرة الجذابة للتوقيت الصيفي، إلا أن عددا متزايدا من الخبراء يحذرون من آثاره الصحية، يعتقد البعض أن الضوء الإضافي في المساء قد يقلل من أعراض الاكتئاب الموسمي، لكن دراسات أخرى تشير إلى أن هذا التغيير يسبب اضطرابات في النوم ويزيد من التوتر والقلق، خاصة في الأيام الأولى بعد التحول، الأسوأ من ذلك أن أجسامنا لا تتكيف بسهولة مع هذا التعديل المفاجئ في الوقت، مما يؤدي إلى إرهاق يومي قد يستمر لأسابيع.

الشعور بالتعب
الأثر الأكبر يقع على الأطفال والمراهقين
إذا كان التوقيت الصيفي يربك الكبار، فهو يسبب تحديات مضاعفة للأطفال والمراهقين، فهؤلاء يحتاجون إلى نوم عميق ومتواصل لنموهم العقلي والجسدي، وعندما يُجبر المراهق على الاستيقاظ باكرا للمدرسة بينما لا تزال الشمس غائبة، فإنه يخالف ساعته البيولوجية التي تميل إلى النوم والاستيقاظ المتأخرين، هذا الخلل قد يؤدي إلى انخفاض التركيز، ضعف الأداء الدراسي، واضطرابات مزاجية تصل إلى الاكتئاب.
خطوات بسيطة لتقليل الأثر السلبي للتوقيت الصيفي
رغم أن القرار بشأن استمرار التوقيت الصيفي أو إلغائه ليس بيدنا، إلا أن هناك ما يمكننا فعله للتأقلم بشكل أفضل، فقط ابدأ بتعديل وقت النوم تدريجيا قبل أسبوع من التغيير، بمقدار 15 دقيقة يوميا، والتقليل من استخدام الشاشات الإلكترونية ليلا، لأنها تعيق إفراز الميلاتونين، هرمون النوم، والحرص على التعرض لضوء الشمس صباحا، فهو يساعد جسمك على ضبط ساعته الداخلية، تناول وجباتك في أوقات منتظمة للمحافظة على توازن الجسم.
0 تعليق